بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أيتها الأخوات العزيزات الولاء والبراء من الامور الهامة في حياة المؤمن : يقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾
[ سورة آل عمران: 28 ]
أخطر شيء في حياة المؤمن ما يسمى بالولاء والبراء، فحينما يوالي الكافرين يجر إلى دينهم، أو إلى أخلاقهم، أو إلى تصوراتهم، أو إلى سلوكهم، فهذه آية خطيرة جداً، بعد الإيمان بالله لا بدّ أن تراجع كل العلاقات السابقة، كل العلاقات الاجتماعية يجب أن تدرس، وأن تصنف، وأن تراجع وفق مناهج الدين، لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي، علاقات العمل لا شيء عليها، أي علاقة مع أي إنسان إن لم تؤذ أحداً ولم تدفع ثمن هذه العلاقة من دينك لا شيء عليها، أما أي علاقة يكون ثمنها على حساب دينك فهذه علاقة خطيرة.
على المؤمن ألا يوالي أعداء الله عز وجل :
آية اليوم:
﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾
[ سورة آل عمران: 28 ]
هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى:
﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
[ سورة آل عمران: 26 ]
بعد أن بين الله جلّ جلاله أنه واهب الملك ونازع الملك، المعز والمذل، القادر على كل شيء، بعد أن بيّن لك أنه وحده العزيز الحكيم، ولا منجى ولا ملجأ لك منه إلا إليه قدم لك هذا التوجيه وهذا الأمر:
﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾
[ سورة آل عمران: 28 ]
نبه الله المؤمنين إلى أنه لا ينبغي لهم أن يوالوا أعداءه، كيف توالي عدو الله؟ كيف تميل معه؟ كيف تقف إلى جانبه؟ كيف تحبه وهو لا يحب الله؟ كيف تحترمه وهو يعصي الله؟ كيف تمنحه ودك وهو يجافي دين الله عز وجل؟
فقضية خطيرة جداً أن توالي أعداء الله، العلاقات علاقات العمل هذا موضوع آخر، أي إنسان كنت تحت إمرته تقوم بواجبك خير قيام وتحترمه بحكم منصبه، هذا شيء آخر، حديثنا ليس عن علاقات العمل التي لا تؤثر في دين الإنسان، حديثنا عن الولاء، عن الحب الداخلي، عن الولاء النفسي، عن العلاقات الحميمة التي تجعل من هذين الإنسانين يشتبكان نفسياً، يؤثر كل منهما بالآخر، لذلك ينبغي علينا اخذ الحظر والحيطه ولا نكون على ممن يوالون اعداء الله فيكون بذلك اتينا على ثغرة كبيرة من ثغر الاسلام .